قد يكون المسؤول في العراق الآن يتميز عن كل المسؤولين في العالم وهو أنه يدير عمله مع أبناء شعبه وهو يجلس على كرسي المسؤولية ويوجه الأمور بالريموت كونترول، رغم علمه انه لن يستطيع أن يقنع أحداً من أبناء شعبه بهذا الشكل، لأنه لن يكون قريباً منهم ويعرف همومهم ويسمع مشاكلهم ويرى حالهم ويمسح دمعة حزينهم، لقد أصبحت هيبة الدولة مفقودة لأن المسؤولين والحكام نأو بأنفسهم بعيداً خلف الجدران وتركوا المفسدين يعيثوا في الأرض الفساد فعندما يرى الجندي ان القائد أمامه في الساحة تزداد عزيمته ويقوى ايمانه بقضيته ويصبح كل شيء رخيص في سبيل بلده.
لكن ما يجري في العراق اليوم هو استهانة الشعب بحكامه ومسؤوليه، لأنهم ابتعدوا عن جمهورهم وبدلاً من أن يحموا شعبهم بدءوا يخافون من شعبهم الذي لم يجد بداً من اختياراً، حينما ابتعد العراقيون الأصلاء عن الساحة وتركوها لمن لا يحمل مشروع العراق الا ان البعض منهم شعر بحجم المسؤولية وتقدم الصفوف الآن ليعرض المشروع الذي طالما حلم به العراقيون القائمة على مرتكزات آمن بها الشعب وبقي أن يمنحهم الثقة عن طريق صناديق الاقتراع ليعلنوا عودة العراق من جديد بمشروع قائم على عهد وميثاق بالسير على طريق وحدة العراق وتحريره بالكامل وعلمه الواحد وعودة أبناء العراق من الخارج ليساهموا في اعادة بناء واعمار بلدهم دون خوف من اقصاء هو تهميش.
ان المسؤولية تتطلب الخروج الى الساحة من صاحب المسؤولية ويقترب من الشعب حينذاك سيلتف الشعب حوله ويحميه بكل الوسائل لأنه منهم واليهم لأنه خيارهم.