كان النداء يوما .. يا أيتها البيض هل خاب الرجا فينا ؟؟
عند الحديث عن حركة الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام وثورته قد يرد على بعض الألسن أنه ألقى نفسه في التهلكة ، وإلقاء النفس في التهلكة حرام بنص القرآن باعتبار القرائن المتوفرة الواضحة التي تدل على مقتله لو سار في هذا الطريق وعدم إمكانية الحصول على الانتصار العسكري المباشر ، وهذا الكلام مردود لعدم صحته لأنه من الممكن ان لا يراد من التهلكة المنهي عنها التهلكة الدنيوية بمعنى تحمل الموت أو المصاعب العظيمة ، كما يريد الناس ان يفهموا منها ، بل يراد منها الهلاك المعنوي وهو الكفر والقاء النفس في الباطل والعصيان والانحراف والذلة والمهادنة وانعدام العزة والكرامة وسلب الحقوق ، كما ان التهلكة انما تكون كذلك ، فيما اذا كانت بدون عوض أو بدل فلو مّر الإنسان بصعوبة بليغة من دون نتيجة صالحة لتعويضها كان ذلك تهلكة وأما اذا كانت نتائجها حسنة فليست تهلكة بأي حال ونحن نرى الناس يضحّون مختلف التضحيات في سبيل نتائج أفضل سواء من ناحية الأرباح الاقتصادية أو المصالح الاجتماعية او النتائج السياسية او الثمرات العلمية او أي حقل من حقول هذه الدنيا الوسيعة ، فإن ذلك يحتاج إلى تضحية قبل الوصول إلى نتائج وهذه النتائج ما دامت مستهدفة لم يتعبرها الناس تهلكة أو خسارة وحتى وفق الشرع الأسلامي فليست كل تهلكة محرمة ..
فالمصالح العامة للوطن والشعب فوق مصالح ورضا النفس وفوق السؤال عن مدى الثمرة التي من الممكن ان تجنيها النفس خاصة بل كبرياء الوطن أسمى وأعلى من كبرياء النفس لأن مواقف العزة والكرامة لا تنتظر منا في يوم من الايام ان نبالي او نخاف من الموت خاصة ونحن ننتمي الى شعب وقوم إذا سرينا حملنا الموت قبل الزاد في رحالنا في سبيل الحرية ورفض الذلة وإباء الضيم ، نحن العراقيون حين ننتفض فالعراق كله ينتفض وينادي بجرح هائل ومستفز الجلال ، ونحن حين نرفض الذل لا ننام في الجحور كالسحالي بل نمشي على رؤوس الجبال وتبقى جولة الحق تنذر لمآقي أطفالنا ، لكن حذار من عثرة الاصيل وغدر الاعمام والاخوال والاهل والاصحاب فعثرة الغدر أعظم وقعا من عثرة القتال والانتفاضة والثورة ، ولا ادري بماذا يجيب من خان العراق من اجل بضع دراهم معدودة وهم يلبسون عقال الكرامة خداعا حتى اسقطوه وعفروه في التراب لا من اجل العراق بل من اجل مصالحهم وغاياتهم الخبيثة الضيقة أقول لهم ولكل من يلبس عقال العروبة والاباء ولم يعطي حقه فداهن وجامل الظلم والظلام وخذل العراق وأهله ثكلتكم نساؤكم من رجال بل اشباه رجال فقد صرتم عثرة في طريق الرجال الاشاوس والاقاعس صرتم عثرة في طريقنا ياأدلاء جحافل الاحتلال والظلمة لكن مهما عثرنا بكم فسيبقى رأس الفراتين عالي بدماء الابطال وبالضحايا وبدموع الايتام والاطفال وببقايا الله اكبر وبالاحمر في الرايات سيظل العراق ينزف الى أن يؤذن الليل كله بالزوال ولكم الويل وويل بنيكم من حساب سيأتي لكم على مر الاجيال .. وخير مثال صار حيا تونس العربية وشعبها الثائر الذي اطاح برئيسه بن علي بثورة شعبية شجاعة
https://www.youtube.com/watch?v=TR_Kaxvo2dA&feature=player_embedded
هذه الجماهير التي شغلت الجميع تقريبا ومن ضمنها الحكومات العربية وقادتها الذين باتوا على شفا حفرة من نار الغضب الجماهيري كون هذه الأحداث افرزت الكثير من الحقائق التي كان ولا يزال قادة الحكومات العربية يعملون على طمسها وإخفائها وجعلها والجماهير الشعبية في موضع الغش والاختفاء حتى تمرر المشاريع المستقبلية التي صيغت لخدمة هؤلاء القادة مع اتباعهم برضا وقبول شعبي ومن هذه المشاريع هو شخصنة كرسي الحكم وكيف ان الرئيس الفلاني للدولة العربية الفلانية يعمل على ان يكون كرسي حكمه متوارث لولده من بعده او لأحد اتباعه المقربين في حزبه الحاكم في حالة عدم وجود الولد لهذا الحاكم .. وهذا واقع حال الحكم في الأنظمة العربية مع اختلاف بسيط في طرح هذه المشاريع ، فدول الخليج مثلا تتخذ من حكم المملكة والإمارة والسلطنة حكماً وراثياً وباقي الأنظمة العربية منها تتخذ من احزابها الحاكمة دستور وراثي وكل هذا يتم بوصاية غربية صهيونية وبدراسات معمقة للأشخاص المنصبة و للأحزاب المرشحة حتى تبقى في حكم البلدان العربية اكبر وقت ممكن وحسب السقف الزمني المحدد من قبل قادة الإستكبار العالمي الصهيوني الغربي ومن الأمثلة على صحة ما نعرض هي التصريحات الأخيرة لقادة الدول العربية على خلفية احداث تونس وسقوط نظام نظيرهم في العمالة لقادة الإستكبار العالمي الصهيوني الغربي الرئيس التونسي المخلوع (بن علي) وكيف ان جملة هذه التصريحات تدافع عن هذا النظام وهذا الرئيس !! فالقذافي تأسف اسفاً شديداً لما آلت أليه الأمور في تونس في محاولة خبيثة منه بالثناء على الرئيس المخلوع وتمنى لو كان حكمه لتونس وشعبها ابد الدهر ولطول سني عمر الرئيس المخلوع في اشارة واضحة الى تسلط هؤلاء القادة على رقاب الشعوب العربية الى آخر الزمان ، ولم يكن تصريح الرئيس المصري مبارك بعيداً عن تصريح القذافي خاصة وأن احد المراسلين يسأله عن امكانية انسحاب الغضب الجماهير العربية في باقي الدول لتتفجر ثورات شعبية اخرى فيقاطعه الرئيس المصري حسني مبارك فيقول ( هذا كلام فارغ !!؟؟) وبوقاحة ووثوق نفس لتثبت هذه التصريحات ان التشبث بكراسي الحكم لهؤلاء الحكام واضح وجلي وانهم على استعداد لحرق الأخضر قبل اليابس من اجل ان تبقى هذه الكراسي إرثاً لهم ومنقولا لأبنائهم واتباعهم في حال موتهم البعيد عن مخيلتهم كون الطغاة لا يعترفون بشيء اسمه الموت ولا يهتمون له ولا لعذابات برزخ قبره ويقولون دائما ً بالخلود وكما نلاحظ ان التصريحات الإمريكية بعد سقوط الحكومة التونسية تشير الى الاعتراض على تصرف الحكومة بقمعها (في بداية قيام الثوار) المتظاهرين في اشارة الى انها مع قرار الشعب وانها لم تكن يوماً داعمة للرئيس التونسي او سياسته .. !!
والمراقب الفطن للأحداث الدولية يفهم ان امريكا تعرف دائماً من اين تؤكل الكتف فهذا المراقب لا يستبعد ان تكون امريكا قد حرضت على هذه الأحداث نكاية بالإتحاد الأوربي على اعتبار ان القاصي والداني في العالم اجمع يعرف ان الرئيس التونسي المخلوع هو عميل لحكومة فرنسا ، ولكي تبقى امريكا في الصورة وحتى لا تخسر رهان الجماهير الشعبية ولكي تبقى هذه الجماهير مرتبطة مع الحكومة المستقبلية كان الرئيس الأمريكي اول من ايد هذا الإنقلاب فأمريكا معروفة بأنها تقتات على ضحاياها وتمتص دمها ببرود ..
ونحن في العراق نجد ان نوري المالكي مصداق لهذا الكلام كون المالكي آخر الطغاة الذين حكموا العراق ولا زال يحكم وكيف كان انموذجاً سهلا ً اعدته وكالة المخابرات الأمريكية في وقت سبق دخوله للعراق ما بعد سقوط الطاغية صدام المجرم اثناء تواجده في الأراضي السورية و الإيرانية وفيما بعد في مزارع الريف اللندني في بريطانيا وكان هذا الإعداد بتوافق اقليمي لدول العداء العراقي المتمثل بإيران وتركيا ودول الخليج العربي بإستثاء السعودية التي تجد في المالكي امتداد للمد الإيراني في المنطقة وبتولي المالكي رئاسة الحكومة الجديدة في العراق وبولاية ثانية بمباركة امريكية صهيونية وايرانية مجوسية سيكون ال
السعودي مستقبلاً أمراً حتمياً ..
اذن بعد كل هذا من الطبيعي جدا ً نجد المالكي واثق الخطوة يمشي حاكماً مستبداً برأيه وتمسكه بكرسي الحكم العراقي الآن وفي المستقبل وقولته المشهورة قبيل الانتخابات البرلمانية بسنة تقريباً بأنه متمسك بالسلطة وانه (( اكو واحد ياخذها حتى انطيها )) ؟؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=G8JpYQ22X8I
في اشارة الى انه كسابقيه من الحكام العرب الطغاة الخونة مستعد ليحرق وطن العراق بأرضه وسمائه ويسمم مياهه ويزهق ارواح ابنائه ويستبيح عرض نسائه ويهين شيبة شيوخه ويسلب براءة وفرحة اطفاله ويهب بإتفاقياته المشؤومة اسياده بني صهيون خيرات وثروات وممتلكات العراق اذا تعرضت سطوته وسلطته وكرسي حكمه الى سوء وليبقى المالكي صنيعة الإستعمار الغربي ودول الجوار المعادية للعراق بمساعدة ومباركة راعي حكومة المالكي الخائنة السيد السيستاني !! واصحاب النفوس الضعيفة من الجهلاء الذين ينعقون مع كل ناعق ومدعي ، ومقتدى واتباعه شواهد من هؤلاء الذين غلبت اهوائهم ومصالحهم الشخصية على مصالح وطن العراق الجريح ولا ننكر الدور المخزي والمعيب للمنتفعين من شيوخ العشائر ووجهاء المجتمع العراقي الذين ارتضوا الذل والهوان ليمكنوا الطواغيت من الحكم بظلم و تعسف ليكونوا من الأسباب المهمة لثبات الطغاة الجدد في العراق وليعمقوا من جراح الوطن ..
الم يقل الشاعر العربي يوما :
سل الرماح العوالي عن معالينا ** و استشهد البيض هل خاب الرّجا فينا
فماذا جرى لنا ؟؟
حسام صفاء الذهبي