تفجيرات سياسية من أجل الإسراع في تسمية الوزارات الأمنية
--------------------------------------------------------------------------------
تفجيرات سياسية من أجل الإسراع في تسمية الوزارات الأمنية
ديمقراطية عجيبة غريبة تلك التي يتم تطبيقها في العراق بعد سقوط النظام السابق ، ديمقراطية هي أبعد ماتكون عن ديمقراطية الدول المتحضرة التي طبقتها حرفياً وبكل ما تحمله هذه الموضوعة من معاني ، ولكن مالذي يحدث في العراق ؟ هل هم يطبقون موضوعة الديمقطراقية حقاً أم لا ؟ لا أريد الخوض مجدداً في موضوع الحريات المدنية ومباديء حرية التعبير عن الرأي التي غادرتنا منذ زمن وهي ساخطة علينا بعد تركت مكانها للمفخخات والعبوات الناسفة اللاصقة والخارقة للدروع ومسدسات كواتم الصوت لتتحدث بدلاً عنها في محاولة للتعبير عن الرأي الديمقراطي المتحضر في عراق اليوم ، هكذا تجري الأمور بين الفرقاء السياسيين الذين تعودوا على تصفية الحسابات والتفاهمات والخصومات فيما بينهم بطرق متحضرة لم يصل لها العالم المتقدم ولا العالم النامي ولا العالم الثالث ولا هم يحزنون ، المفخخات وكواتم الصوت هي سيدة الساحة السياسية لحسم أي مطالب حكومية أو مناصب أو مواطيء من اجل ممارسة الضغط الخفي ، وبكل أسف ووجل طالعتني أخبار التفجيرات الأخيرة في مدينتي كربلاء وبغداد وهي كالعادة تصرع الأبرياء وتدمر الممتلكات دون رحمة ، ويخرج علينا قاسم عطا أو قائد خبراء المتفجرات ليتحدثوا لنا عن تفاصيل الحادث ونوعية المتفجرات المستخدمة وأن القاعدة ودولة العراق الإسلامية هي المسؤولة ( طبعاً الحكم مسبق لأنها أفضل موقع طمر مجاني للأتهامات ) وكأنهم كانوا في كوكب آخر ووصلوا تواً الى مكان الحادث !! كل ذلك من اجل الضغط والشد والتأثير ، لا أريد أن أطيل ولكن الأمر واضح لكل متابع ، فالتفجيرات هي رسالة واضحة المعالم يوجهها السياسيين ضد بعضهم البعض من أجل الحصول على مكاسب في عملية تسمية الوزارات الأمنية التي أصبحت الكابوس الذي يهدد أن العراق وشعبه وسيادته ، والكرة الآن في ملعب الأئتلاف الحاكم وعلى رأسه المالكي لأنهم هم المعنيين بهذا الأمر ولايمكن أن تخرج اصابع الأتهام عن دائرتهم لأن معظم الكتل التي يتكون منها الأئتلاف تمتلك تشكيلات عسكرية سرية على مستوى عالي ورهيب من التدريب والتجهيز والتخطيط للقيام بالضربات السرية فيما بينها وخاصة مليشيات مقتدى الصدر وذراعها الظاهري ( كتلة الأحرار ) التي لها اليد الطولى في إشاعة الرعب وثقافة القتل والخطف في شوارع بغداد أنطلاقاً من مدينة الصدر معقلهم المرعب أو وادي القتلة كما يلقب !!! بعد هذا لايمكن الشعور بشيء من التفاؤل أو توقع الأنفراج وسط هذه التحولات المخيفة التي تنذر بوقوع المأساة من جديد لأن الخصوم المتحاربين بينهم يمكن أن يقدموا على عمل يدعم ويثبت سلطاتهم ويقوي نفوذهم ، أذن هم المتهم الأول في هذه التفجيرات ولايمكن رمي الكرة كالعادة في ساحة القاعدة وغيرها مطلقاً وهذا ليس دفاعاً عنها بل هي طرف مهم في اللعبة ، والأطراف التي تطالب بوزارة الداخلية أو المخابرات أو الأمن الوطني وبقية المناصب المنية المهمة الخفية تعلم جيداً أنها مالم تبذل كل شيء فلن تحصل على أي شيء ومن ورائها مخابرات الدول الداعمة والممولة لها وكل يعرف من هي تلك الأطراف وكيف يتم دعمها ، فياترى كيف سيكون شكل وزارة الداخلية بعد موجات التفجيرات المقصود التي تحدثنا عن صراع مرعب للحصول على خدماتها التي يسيل لعاب العملاء من اجلها ؟ فمتى يتوقف مسلسل التفجيرات والأغتيالات وأي بلد هذا الذي يدار بالمفخخات وكواتم الصوت ؟