انصح الخريجين في العراق ان لايحرقوا انفسهم مثل التونسيين!!!

--------------------------------------------------------------------------------


انصح الخريجين في العراق ان لايحرقوا انفسهم مثل التونسيين!!!
تكاد تكون مفردة(استاذ) محصورة بالطبقة المثقفة والكفوءة في حقبة الستينات والسبعينات القرن الماضي في العراق لكن مفردة استاذ زاحمتها مفردة اخرى تشابهها بالحروف وتختلف عنها في المضمون!! عندما زج النظام السابق كوادره الحزبية في اروقة الجامعات والدوائر الحكومية فاصبحت مفردة(استاذ) لاتحتاج الى دراسة اكاديمية وبحوث دراسية وانما حضور(حلقات حزبية وخفارات في الفرقة او الشعبة الحزبية!! وهنا فقدت هذه المفردة بريقها وسط زحمة(الزيتوني) الذي غزا اروقة الكليات والمؤسسات الحكومية فخرجت علينا (شهادات الدكتوراه في حب القائد وفي فكر القائد وفي حكمة القائد وفي شجاعة القائد)!! وفي الحزب الواحد الذي شل الحركة العلمية عندما زج انفه في ما لايعنية مما ادى الى هجرة العقول العراقية لتكون مستوطنات علمية في الغرب ودول الجوار فانهارت ضابطة (المؤهلات والشروط المطلوبة) ليرجع العراق الى عصر التخلف رغم انه لم يذق عصر التقدم!! وما ان انتهت تلك الحقبة وزال النظام السابق لننتظر قدوم الخبرات المهاجرة وفسح المجال للخبرات الداخلية ان تاخذ دورها المطلوب... ولكن لم تكتمل الفرحة والشوق لنجد القيادات السياسية جاءت (بالشهادات المزورة والمعادلة ) لتستأثر بالمناصب والمراكز تاركة خلفها تركة التخلف تكبر وتتسع هوتها !!! وانتظرنا فرصة الشهادات المعادلة ان يعاد النظر فيها لتجد قوافل العاطلين من الخريجين فرصتهم في بناء البلد واستعادة عافية لكن يبدو ان مسلسل التصفية للعلم والعلماء ضمن المخطط لهذا البلد ان يكون متخلف ومعطل اطول فترة ممكنة للتتساقط عقول الخبراء برصاص المافيات وفرق الموت وتترك المنشات والمعامل عاطلة ومتوقفة عن العمل ليبدا المخطط الاستعماري في جعل العراق سوق للاستيراد!!! وما ان انتهى هذا الفصل حتى جاءت(المحاصصة السرطانية) لتجهز على ما تبقى من بارقة امل في بناء البلد لنجد الوزير (للكتلة الفلانية) والوزارة للجهة الفلانية لتكبر(الغدة) لتلتهم وكلاء الوزارات والى المدراء العامين والى مدراء الاقسام والى مدراء المدارس والى عمال الخدمة!!! فلا نصيب للشهادات ولا مكان للخبرات ولا حيز للكفاءات!! لنعود (للزيتوني الحزبي )من جديد ولكن بالوان متعددة من كيانات عدة مثل (رصيف الشارع) يلون باللون بين مدة واخرى فالحزب الذي (طلاها بلونه) ياتي الحزب الاخر ليطليها بلونه الجديد!!فننصح الطالب الجامعي ان لايجد نفسه بالبحث وتقديم الاطروحات لان مصيره على رصيف البطالة لان الارصفة الملونة من حصة الاحزاب في (حكومة المحاصصة او الشراكة كما يحلو لهم ان يسموها)!! فاصبحت مقرات الاحزاب بديل(لمراكز البحوث) ورموز الاحزاب شعارات للجامعات في نيل (الوظائف)!! وهكذا نرى المشهد القادم (للمحاصصة السرطانية) التي سوف تصيب الخرجين العاطلين عندما يقفون في مفترق طرق(اما رصيف البطالة المفتوح او اللجوء لمقرات الاحزاب المتحاصصة) وهنا نقرا على الشهادات والكفاءات السلام والرحمة لان موازنة الحكومة تضع خط احمر على حذف نسبة رواتب الرئيس ونوابه الثلاث ورئيس الحكومة ونوابه الثلاث ومجلس النواب ونوابه الاثنين واثنين واربعين وزارة وثلاثمئة وخمس وعشرين نائب ورئيس اقليم ونائبة ورئيس حكومة كردستان ونائبه وخمس وعشرين وزارة ثم مجالس المحافظات والمحافظين والسفراء والهيئات والمؤسسات والاجهزة الامنية بكافة صنوافها لنجد ان مجلس النواب يرفض ان يمنح(مائة الف دينار)منحة للخريج لحين تعينه!! فهل يا سادتي الكرام نعتقد ان فرصة العلم والعلماء ممكن ان تنهض في العراق او تنمو!! ولهذا ارجوا ان اتشائم جدا جدا للواقع الذي نحن فيه وسط عشرات الجامعات والمعاهد وغيرها نجد ان موازنة الحكومة خصصت للخريجين (270) الف درجة وظيفة علما ان نصف او اكثر خصصت (للشرطة والجيش أي لغير الخريجين) والباقي ممن حجزتها قوائم الاحزاب فاين مصير العاطلين الذين احرق الخريجين العاطلين في(تونس والجزائر والاردن) اما في العراق فلا من يسمع ان (احرق الخريجين انفسهم الف مرة ومرة) لان وظائفهم باتت محجوزة مقابل اصوات انتخابية مدفوعة الثمن حجزتها الاحزاب على حساب الشهادات والكفاءات العلمية!!!