الحرب على القنوات الإسلامية شملت الجميع سواء كان مخالفاً – حسب تصريحات بعض المسؤولين عن القمر الصناعي (نايل سات) – أو لم يكن مخالفاً حسب تصريح المسؤولين عن هذه القنوات الإسلامية وخصوصاً المعتدلة والتي تميزت بالمنهج الصحيح الذي يتبع الكتاب والسنّة، أو غيرها هذه الحرب هي حلقة ضمن سلسلة التضييق على الدعوة الى المنهج الحق والدين الصحيح.
قنواتنا العربية بالمئات وفيها من الإسفاف والعري والإباحية ما نستطيع أن نكتب عنه مجلدات، حتى قنوات الأطفال لا تخلو من ألفاظ بذيئة وفاحشة ولقطات بعيدة كل البعد عن الأدب والأخلاق، ومع هذا لم يجد المسؤولون عن الأقمار الصناعية إلا قنوات تدعو الى الدين الحق بالمنهج الصحيح مثل قناة «الناس» وقناة «الرحمة» وغيرها لتمارس عليها طغيانها وجبروتها وعداءها للدعوة الى الإسلام!!
أين رجولتكم وقوتكم أمام قنوات «العهر» و«الفجور» التي لا تهتم إلا برقص «المومسات» وغناء «الفاسقات»؟! أم أن هذه القنوات التزمت بميثاق «الشرف» الذي تزعمون؟!! وأي شرف هذا الذي يوقف قنوات القرآن والسنّة ويفتح الباب لقنوات أقرب الى الإباحية منها الى الالتزام؟! وأي عهود ومواثيق اعتمدتم عليها في قراراتكم الجائرة هذه؟!
إن الملايين الذين كانوا يستفيدون من خلال هذه القنوات في دينهم والذين حرموا اليوم من هذه الاستفادة سيكونون خصماء لكم عند الله يوم القيامة، ومن تسبب بإغلاق خير وفتح باباً للشر فهو من شر الناس عند الله!!
إن قمركم أيها السادة فيه من القنوات المليئة بالفساد وخراب البيوت ودمار الأخلاق وكم أضر في أمتنا العربية وأفسد فيها، وكل ذنب يحصل من ورائه فهو في ميزانكم يا من أنشأتم هذا القمر ويا من تديرونه وتقفون عليه وتصوروا حجم المسؤولية عند الله في يوم يوضع فيه الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها!!
إن فرضكم بعض الشروط «المخزية» على القنوات الدينية – إن صح الخبر – لهو ضرب من «الجنون» و«الخبال» لا يتصور أن يقوله رجل عاقل!! ويا ليتكم نفيتم هذه الشروط التي نشرتها الصحف حتى لا تكونوا عرضة لسخرية الناس وتندرهم، أو اتهامكم في عقولكم أو دينكم!!
الحرب الحالية بلاشك هي حرب «الإعلام» والدول والأديان والأنظمة كلها تعلم خطورة هذه المعركة ومن سعى لإغلاق قناة إسلامية ودينية فهو يحارب في صف أعداء المسلمين واختار حزباً غير حزب الله والمؤمنين، ومن ظن أنه بهذا سيوقف انتشار هذا الدين فهو كمن وقف في الصحراء يوماً والشمس في رابعة النهار وأخذ ينفخ مراراً وتكراراً يريد أن يطفئ الشمس ويمحو نورها!! فجنون هذا وحمقه أقل بكثير ممن يحسب أنه سيطفئ نور الله أو سيوقف انتشار دين الله في الأرض «والله متم نوره ولو كره الكافرون».
محاولات إيقاف القنوات الإسلامية المعتدلة والوسطية ستبوء بالفشل، فالناس ستزداد تعلقاً بها وطلباً لها، وسيفتح الله لها أبواب خير أخرى وسينقلب كل معاد لله ولرسوله خاسئاً على عقبه، ونحن على يقين بأن المستقبل لهذا الدين وأن الفجر قادم وإن طال الليل واشتد ظلامه، ولله الحمد في الأولى وفي الآخرة.