تقرير إخباري: في ديالى، القاعدة تبدأ بإعادة تهجير المهجرين العائدين
2010/06/19 08:33:49
إسماعيل التميمي
ديالى (إ ب ا)- بعد ما يقارب
السنتين من الاستقرار الأمني الذي شهدته محافظة ديالى سبقتها ثلاث سنوات
من استباحة القاعدة لأرض وبشر وشجر هذه المحافظة الخضراء حيث نحرت ألاف
الرؤوس وهجرت آلاف العوائل ونسفت ألاف المنازل بدا تنظيم القاعدة من جديد
يستهدف العوائل المهجرة التي عادت إلى مناطقها التي هجرت منها.
في مناطق غرب بعقوبة، حي
الكاطون وحي المعلمين وحي المفرق وكذلك القرى الممتدة بين ناحية أبي صيدا
وحدود قضاء مركز بعقوبة المليئة ببساتين النخيل والحمضيات والتي كانت
معقلا للقاعدة قبل اندحارها عام 2008 بدات تشهد نشاطا ملحوظا لتنظيم
القاعدة حيث تم مؤخرا توزيع مناشير موقعة من قبل تنظيم القاعدة تتوعد
العوائل المهجرة التي عادت إلى منازلها في هذه المناطق بالذبح وتفجير
منازلها إذا لم تهاجر مجددا وبأسرع وقت.
يوم أمس الجمعة شهد حادثين
منفصلين الأول تفجير سيارة مفخخة أمام منزل نقيب الشرطة مصطفى التميمي في
حي المعلمين غرب بعقوبة والذي عاد مؤخرا إلى مسكنه بعد إن قضى عدة سنوات
مهجرا خارج المنطقة، وأدى الانفجار إلى انهيار المنزل على ساكنيه ووقوع
أكثر من ثلاثين جريحا بعضهم من عائلة الضابط والبعض الآخر من المارة أو من
سكنه المنازل المجاورة. الحادث الثاني تفجير عبوة ناسفة داخل مركز شرطة
المخيسة مما يعني ان القاعدة بدأت تمهد لإسقاط هذه القرية مجددا، هذه
القرية التي تعد من اعتى معاقل القاعدة ومن أولى القرى التي احتضنت تنظيم
القاعدة في محافظة ديالى والتي تحيط بها بساتين كثيفة جدا تسهل إخفاء
تحركات عناصر القاعدة من الرصد الأرضي والجوي.
المراقبون للشأن الأمني في
ديالى يحذرون من توفر مؤشرات لاستعادة تنظيم القاعدة لأنفاسه وإذا تمكن من
استعادة السيطرة على بعض المناطق التي سبق ان كانت معقلا له فان الوضع
الأمني في المحافظة سيتدهور بسرعة لا سيما ان حاضنات هذا التنظيم ما تزال
موجودة، وإذا ما شعرت هذه الحاضنات أن تنظيم القاعدة استعاد قوته فستتعاون
معه مكرهة أو مختارة وسيبدأ مسلسل التهجير من جديد وهذه المرة سوف لن تعود
العوائل التي هجرت من مناطقها مرتين وستفقد ثقتها بأي تحسن امني جديد.
المسؤولون الامنيون يقللون
كعادتهم من أهمية هذه الحوادث ويؤكدون بعد كل خرق امني بأنهم قادرون على
المحافظة على الاستقرار الأمني ولكن سرعان ما يقع خرق امني جديد ليدحض هذه
التأكيدات ويجدد المخاوف من عودة الحال إلى ما كان عليه قبل عام 2008.//