ZAYDOON
العمر : 39
| موضوع: جمهور يؤدي أغنيات زياد قبله...زياد الرحباني في قلعة دمشق ولأول مرة «بنكون سوا» الجمعة 19 سبتمبر - 21:02 | |
| ليس التفرد والتميز والأسبقية في الحقبة السابقة، الميزات الوحيدة التي تجعل من زياد الرحباني أيقونة فنية ورمزاً ثقافياً.. بل قدرته الاستثنائية على تجاوز الوقوع في فخ الابتذال، والاستفادة من كافة المعطيات السياسية والاجتماعية الحياتية لتقديم ما هو خاص، هي السمة الأهم التي يتمتع بها عمله الفني على مدى فترة طويلة، والتي برزت يوم الجمعة 15/8 على مسرح قلعة دمشق في لقاء طال انتظاره بين زياد وجمهوره..
أثبت فيه كل منهما حبه للآخر واشتياقه، حيث أهدى الرحباني في ليلة دمشقية روائعه الموسيقية التي طالما سمعناها على مر 25 عاماً فأطربت ليالينا وحاكت أوجاعنا، فجاءت الافتتاحية مع مقطوعة «فيكن» التي اشتهرت بصوت السيدة فيروز فوضعها زياد الرحباني بين أيدينا لنسمعها ونراها حية فإذا بالرد يأتيه حماسة وتصفيقاً لا مثيل له.. صادراً عن أربعة آلاف شخص حضروا ليسهروا معه في أولى لياليه التي تستمر حتى يوم الثلاثاء 19/8 القادم بعد أن تم تمديدها ليلة خامسة من جراء الطلب الهائل على البطاقات التي أصبحت مباعة بالكامل منذ ثلاثة أيام ورغبة من الأمانة العامة في أن يستطيع الكم الأكبر من الأشخاص حضور هذا الحفل المميز الأول من نوعه لزياد الرحباني في سورية، وتحقيق حلم جمهوره برؤيته والتواصل معه، حيث إنه لم يكن يوماً مفضلي الظهور علناً أو بشكل متكرر، لا لشيء بل لكونه يرى أن الفن الجيد ليس بحاجة إلى هذا النوع من الدعاية غير أنه لبى الدعوة رغبة منه في التواصل مع هذا الجمهور المتمتع بالذائقة الموسيقية المتميزة والذي كان متفاعلاً ومتجاوباً حتى قبل صعود زياد إلى المسرح فأخذ يسبقه بإنشاد أغانيه وتكرارها والتبارز فيمن يحفظها أفضل ويتمكن من أدائها كاملة، هذا الجمهور الذي شمل الفئات العمرية والطبقية والاجتماعية كافة بحيث تواجد أيضاً عدد كبير من الفنانين السوريين والوجوه والشخصيات البارزة، كل هذا بالإضافة إلى حشد إعلامي كبير جاء لتغطية الحدث، غير أن التصوير كان ممنوعاً في بداية الأمر بناء على طلب من زياد وحدد مدة خمس دقائق فقط لكن وبعد أن لمس المنظمون هذا الشغف الإعلامي كان لابد لهم من السماح بدخول الكاميرات، في وسط كل هذا أطل زياد بعد المقطوعة الأولى بأغنية (شوها الأيام اللي وصلناها ) يرافقه كورال من ست خريجات من المعهد العالي للموسيقا ليضيف ذلك نكهة خاصة على جمال الأمسية، فإذا بالحضور يشارك بلا توقف بالغناء والتصفيق. تضمن الحفل كذلك رائعة سيد درويش (أهوده اللي صار) ومقطوعة (جسر القمر) للأخوين الرحباني والتي أرفقها زياد بتعليقاته التي اعتدناها منه وأجبناها بقوله: «استغبنا كثيراً من الأشخاص اليوم فأتينا على ذكر كل من سيد درويش وجوزيف صقر رحمهما الله». قصة الحب التي جمعت زياد الرحباني بالجمهور لم تتوقف هنا بل قدم له «عايشة وحدها بلاك» و«بلا ولا شي» مع فرقته الموسيقية التي أكملت الصورة المتناغمة وأظهرت كيف هو التفرد والإبداع عندما يقود الابن الرحباني البيانو حاملاً عطاء ربع قرن من الموسيقا ومتشبعاً حب الوطن من صوت أم فيروزية وأوتار أب رحباني فأتت مقطوعاته لتغمرنا وتجعلنا لا نخرج من نشوة حتى ندخل أخرى في ليلة لا تنسى، كل معزوفة فيها ساحرة بذاتها مظهرة قدسية العمل الموسيقي عند هذا المبدع وأولويته. وحيث إن القالب التهكمي الذي يضعنا زياد فيه دوماً هو نهج نألفه بل ونراه الصوت الناطق لحالنا كانت (راجعة بإذن الله) و(بما إنو)، ليعيد بصدق كلماته وواقعيتها والحياة إلى أرواحنا التي أرهقها الانحطاط الموسيقي في عصر الترف. وبالطبع ليس لليلة كهذه أن تمر دون أن تصاحب أغاني السيدة فيروز بإبداع زياد خيالنا فكانت رائعة (صباح ومسا) و(بتمرق علي) هذه الليلة التي لم تكن لتحمل عنوان النجاح دون مستوى التنظيم الذي ارتقت إليه الأمانة العامة للاحتفالية من حيث الاهتمام بأدق التفاصيل من دخول الحضور وتمكنهم من الحصول على مقاعدهم بسهولة تحت إشراف المنظمين الذين تم توزيعهم بالعدد المناسب لحفل من هذا النوع، بالإضافة إلى تخصيص أرضية من الموكيت فرشت على مساحة المقاعد ليحصل الحضور على إمكانية جلوس أفضل ورؤية أوضح هذا كله جاء متكاملاً مع تنسيق للصوت والإضاءة رغم تعرض الحفل قبل بدايته لعطل كهربائي تم تجاوزه من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب الذي حققته الأمانة العامة للاحتفالية. هذا الحفل متميز استحق فيه الجمهور تقدير زياد الرحباني لمشاركته وتفاعله معه، واستحق زياد حب السوريين وودهم فجاءت السهرة الاحتفال تتويجاً لتلك العواطف النبيلة. |
|