الفرق بين الاختيار والانتخاب
حسب اطلاعي وجدتُ هناك فرق دقيق بين معنيي الاختيار والانتخاب ، فالاختيار هو أن تقرر ما تشاء ، حسب ما تشاء ، وكيف ما تشاء مثلا لو قال لك أحد ، أذهب إلى السوق وأختر لك ثوبا ، فستكون لك الحرية الكاملة والمطلقة باختيار الثوب الذي يعجبك وحسب ما تهواه نفسك بدون التقييد بأي ضوابط .
أما الانتخاب : هو أن تتخذ القرار حسب ضوابط خاصة ومعايير معينة ، بمعنى تكون حريتك باتخاذ القرار مقيدة وفق اعتبارات خاصة مثلا إذا قال لك الطبيب عليك أن تختار الأطعمة التي تفيد صحتك فأن حريتك باختيار الأطعمة ستكون مقيدة باعتبارات خاصة تحددها وصفة الطبيب ،
فبرغم من أنك أنت الذي تختار الأطعمة التي تفيد صحتك إلا أنه يكون حسب شروط وصفة الطبيب . وعند هذا نرى أن الإسلام لا يدع الاختيار مفتوحا ، وإنما يعطي الفرد حرية القرار في حدود معينة ،إذن فما بالك إذا كان القرار غاية في الأهمية، كاختيار الحاكم أو القائد أو الوزير 00 وهنا نلاحظ إن الإسلام لا يعطيك كامل الحرية في اختيار القائد أو الوزير أو المرشح الذي يكون ممثل عنك ،حسب هواك ورغبتك الخاصة ، وإنما يطلب منك أن تنتخب وفق ضوابط وشروط معينة ومواصفات خاصة التي بينها الإسلام في شريعته السمحاء . فعندما تريد اليوم أن تختار المرشح الذي يمثلك أو يكون قائدا أو وزيرا أو حاكم أو رئيس دولة لابد أن تجرب فيه الإرادة الصلبة والعدالة والاستقامة وزهده في الدنيا وخلقه الرفيع ، وعدم حب الرئاسة والسلطة لان من تجد في نفسه نزعة التملك والسيطرة والتسلط لا يصلح أن يعطى له سلطة ، لأنه سيبحث عن مصلحة سلطته قبل أي شيء ، ويستخدم الدسائس من اجل بقاء كرسيه ومنصبه المشؤوم ، وما نلاحظه اليوم من ساسة العراق وبرلمانييه الذين اخذوا يتنافسون ويتسابقون في أيهما أكثر نهب وسلب وسرقة لأموال العراق ، 000 وتبعية وعماله لأمريكا وبريطانية وإيران جارة الشؤوم وباقي دول الجوار التي أنكرت حق الجوار عليها ، من اجل الحفاظ على الكرسي والبقاء على عروشهم البالية الخاوية فضلا عن جهلهم وعدم عدالتهم وانحرافهم وسوء أخلاقهم واستسلامهم وخنوعهم وخضوعهم وانحنائهم وانبطاحهم لأسيادهم أهل الكفر والإلحاد . لذلك أيها الناخب العراقي الأصيل كن دقيقا وفطنا باختيار المرشح الوطني النزيه الشريف الذي يكون عونا لك ومخلص لبلدك وشعبك وأهلك ، وليس متفرعنا ومتغطرسا ومسيطرا عليك