لو تتطلعنا الى التأريخ وحاكينا أحداثه وتوجهنا بأحاسيسنا الى الموقف المؤلم الذي مر به الأمام الحسن المجتبى (عليه السلام) حيث قبل أيام مرت علينا ذكرى وفاته .. حيث تخلي الأصحاب ونفور الموالين وغدر الأقربين ،فلو استذكرنا هذا المواقف والمشاهد المؤلمة ترى أي رد فعل أو احساس يترتب حول خذلان هؤلاء لأمام زمانهم وقائدهم المفترض الطاعة أمام اغراءات معاوية اللعين ومكائده وحيله الخبيثة ومكره !! ترى ونحن نتأمل هذه المواقف المتضاربة في دواخلنا لو تجددت هل نتخذها كما فعلوا ؟! أم ماذا نستطيع تقديمه لمن يستحق التضحية والولاء والطاعة ؟! قد تقولون أن الكلام كثير وكثير وأن القراء وأصحاب المنابر قد أسهبوا في طرحه على الناس ، أو أن هذا الكلام تلوكه ألسنتكم دون تطبيق فعلي .. وأن اللسان ليس فيه عظم !! أو أي رد فعل عكسي ونتنزل ونقول : لندع البطولات جانبآ واستعراض الكلام وأننا كذا وكذا ، أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أرضه فهو شهيد) ولله الحمد أن جميع الموارد التي جاء بها الحديث الشريف تجد لها تطبيقات على أرض الواقع في عراقنا المظلوم! حيث أن دماء العراقيين تملئ الأرصفة والشوارع في بغداد وجميع المحافظات وأن أعراضنا انتهكت من قبل قوات الكفر والضلال .. قوات الأحتلال البغيض ليسوا وحدهم بل من قبل من يحسب نفسه على العراق والعراقيين والشواهد كثيرة ولا حاجة لسردها لأن المقام غير المقام ، وكذلك أموال العراقيين وثروات بلادهم المنهوبة من قبل السراق الأقزام وأسيادهم الأميركان والصهاينة وبشكل شرعنوه لأنفسهم وبمسميات تبيح لهم ذلك ! أما الأرض الطاهرة المقدسة .. أرض بابل وسومر .. أرض أشور وأكد .. أرض علي والحسين(عليهما السلام) .. أرض الأمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) وبلد أنصاره ومحبيه وشيعته تسبى وتنتهك من قبل الأعاجم والمستعمرين حينآ بعد حين ! ولا من شريف ينتفض ! ولا من غيور يثور ، وآخرها احتلال آبار الفكة في ميسان من قبل الفرس المجوس الأوغاد والجميع نيام يقبعون بسكون لا تحركه حتى صواريخ أرض أرض !! كل هذا يحصل وغيره الكثير الكثير ومن يحسب نفسه على العراق مطرقآ رأسه وداسه في الرمل كالنعامة ! فأين الحكومة من هذا وغيره ؟ أين البرلمان ؟ هذا هو ميدانكم فأن لم تنطقوا وتدافعوا وتطالبوا فمتى تفعلون؟ أين من يحسب نفسه متدينآ ومطلقآ لحيته ؟ فلينزع عمامته وينزع محابسه وليحلق لحيته فما فائدة تظاهره بتلك المظاهر الكاذبة ، لأن دين محمد وعلي والحسين ليس بدين مهادنات ، ليس بدين يصافحوا من خلاله اليهود والنصارى ويجالسوهم موائدهم المستديرة .. لا وألف لا .. لا بد للعراقيين الشرفاء الغيارى من وقفة من هؤلاء .. وقفة محاسبة ومسائلة عن كل هذه الأمور ، فعندما نمر على ذكرى وفاة الأمام الحسن (عليه السلام) فالمطلوب منا ليس البكاء والحزن فقط بل العبرة ومحاسبة النفس قبل كل شيء ، ولنجعل هذه المواقف مقياسآ للدين وحب الوطن ولنتخذ المواقف الصحيحة مع الجميع حيث نعطي الأستحقاق الفعلي والواقعي لمن يستحقه وكفانا بعد عن الضمير ، وكفانا سكوتآ ومهادنة!