وأخيرا باض البرلمان العراقي بيضة الديك ، واتفقوا على قرار المساومات السياسية على حساب العراقيين ، وضيعوا على الشعب العراقي الخيط والعصفور ، ولم نعرف على ماذا هذا التأخير والتأجيل ، كما لا نعرف ما سبب نقض الهاشمي على نسبة مهجري الخارج ، حيث بقيت نسبة المهجرين كما هي 5% وعدد المقاعد كما هو للمحافظات بل اخذ الأكراد ما لم يستحقوه مرة أخرى ، علما انهم كانوا راضين عن نسبتهم السابقة قبل نقض الهاشمي ، فالهاشمي نفع الأكراد واضر بالمهجرين ، ولكن الأمر الغريب والسؤال العجيب الذي لا نعرف من يجيبنا عليه هو ما ذا فعل الهاشمي لمهجري الخارج ؟ والى متى ينتبه أبناء شعبنا العراقي في الوطن العزيز وخارجه من الذين ظلموا مرات ومرات من قبل نفس السياسيين المتربعين على كراسي الحكومة والبرلمان ، لقد كانت ورقة مهجري الخارج الوسيلة المثلى للهاشمي والأكراد على الحصول على المكاسب السياسية اللعينة التي تستخدم شعار الغاية تبرر الوسيلة ، فكانت الوسيلة هو استغلال عواطف ومشاعر العراقيين في خارج العراق الذين أبعدتهم الظروف التي خلقتها الصراعات السياسية لهؤلاء السياسيين ، فالطائفية نشأت بصراعاتهم الداخلية والمذهبية نشأت من خلافاتهم البرلمانية وكانت النتيجة الواقعية هي تشريد وتطريد الملايين من أبناء العراق الى دول خارجية من اجل الحظوة بلحظات امنة بعيدا عن صراعات وخلافات أعضاء البرلمان العراقي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يتهاوى بمساوماته المصلحية والنفعية على حساب مصلحة العراقيين جميعا .
والمتتبع للنشرات الاخبارية اليومية يرى بوضوح مدى الصراعات المصلحية التي تجري في البرلمان العراقي ومدى المحاولات المفلسة لأولئك الذين أرادوا بالرجوع الى قانون 2005 ، وباعتقادي ويقيني ان جميع البرلمانيين كانوا يرومون الرجوع الى قانون 2005 ، لكن المستحى من الناس منعهم من الإعلان عن ذلك فأرادوا الأمور تسير بهدوء ، لكن جاءت الرياح بما لا يشتهون ، واقر القانون الجديد وفق التعديل الأول الذي غبن حق مهجري الخارج الذين صفقوا للهاشمي ضنا منهم انه صادق فيما يقول ، لكن ما ان انقشعت الغيوم وانكشف الضباب حتى توضحت مدى المساومة التي حصل ويحصل عليها الهاشمي وخصوصا باتفاقاته ومساوماته التي كان طرفا مهما فيها ،
عموما ، كانت مسرحية اجاد فيها الهاشمي لعب دور البطل السياسي المدافع عن حقوق المهجرين والأقليات لفترة من الزمن لكن بتدقيق سريع في بخواتيم الأمور نجد ان الرجل استطاع ان يلعب بورقة مهجري الخارج والأقليات لكنه لم يستطع إعطائهم شيء بل اعطى للأكراد ثلاث مقاعد إضافية مع عدة ضمانات في محاولة منه لجر الأكراد الى طاولته وسحب البساط الكردي من تحت ارجل القوائم الشيعية التي أبرمت عدة اتفاقيات هي الأخرى مع الأكراد .
وختاما نريد ان نخبر الهاشمي وأمثاله ان جميع العراقيين سواء في داخل العراق او خارجه قد وعوا الى حقيقة الخدعة الكبيرة التي لعبها الهاشمي والنتائج التي تحققت بفضل تلك الخدعة وتيقنوا ان هؤلاء السياسيين لا يملكون الا الخداع والخداع ، وأنهم قد ميزوا بين الوطني الحقيقي وبين المنتفع المخادع . فجميع الكتل السياسية البرلمانية الحالية شاركت واسهمت في سلب حق مهجري الخارج وظلموهم مرة اخرى فلا يتوقعوا منهم نصرا ولا مؤازرة ولا تصويتا