السلام عليكم
لا يخفى الدور الكبير الملقى على عاتق المرأة يتطلب
بناء هاما وقويما لشخصيتها، اذ انها ا تشكل نسبة عالية من تكوين المجتمع،
ثم انها تشكل حجر الزاوية في البناء الاسري، اي ان النشء الجديد يفتح عينه
بداية في المحيط الاسري الصغير، وطالما ان هذا المحيط يُدار من قبل المرأة الأم،
فتأثيرها في البناء سيكون اكثر حجما وقوة، وفي هذا الصدد يقول الشاعر في البيت الذائع:
الأمُّ مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق
اذن بإمكان المرأة اذا ما أعدت بصورة صحيحة للقيام بدورها،
أن تبني مجتمعا قويا متطورا وقادرا على معايشة الواقع والعصر في كل حال،
من هنا جاء تركيز الاسلام على بناء شخصية المرأة، إذ يتعلق هذا ال
امر بدورها الأساسي والكبير في بناء المجتمع، لذلك حينما يتعامل
الرجل مع المرأة في امور الحياة عامة، ينبغي ان لا يتناسى طبيعة
دورها الهام في البناء الاجتماعي.
وإذا كان الرجال غير متساوين في نظرتهم للمرأة وطريقة ت
عاملهم معها وفي ماهية النظرة إليها وحفظ مكانتها واستحقاقاتها كاملة
، فهل سيصب هذا في صالح المجتمع؟.
ولعل هذا التساؤل يوجب علاجا تثقيفيا للرجال اللذين لا يفقهون
دور المرأة الكبير في البناء الاجتماعي فيخطئون التعامل معها،
ويتغافلون عن دورها حيث تقودهم نزعة التسلط والامتلاك فتنسيه
م القيمة الكبرى للمرأة وامكاناتها العظيمة في تربية النشء الجديد وفق
مبادئ وسلوكيات تصنع منهم مجتمعا عصريا ناجحا.
ان دور المرأة المعاصرة في حالة تطور وازدياد وفقا لتضاعف الحاجة
الى بناء اجتماعي متطور، لذلك على الاطرف ذات العلاقة في هذا
المجال أن تعي دورها ايضا، لتقف الى جانب المرأة وتنمي قدراتها التربوية
والفكرية وغيرها كونها العامل الاساس في رعاية وتطوير الاسرة
الى مستوى النجاح، لاسيما ان الاسرة هي الصورة المصغرة
للمجتمع
الموضوع لكم