بسم الله الرحمن الرحيم
((ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروفوينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)).
إن العراق هو مهد لأقدم الحضارات في العالم وأكثرها تطورا ونتاجا على طول التاريخ وهو مهبط الأنبياء ومستقر الأولياء وفيه مراقد الأئمة والصالحين والمركز الذي تنتشر فيه الأماكن المقدسة والموقع الذي انطلقت منه الحركات الإصلاحية في العالم والعراق يسبح فوق ثروات هائلة من المعادن والنفط والمحاصيل الزراعية والحيوانية و يمثل جغرافيا موقعا هاما في مركز العالم فهو الذي يربط بين الشرق والغرب وهو خط الاتصال وملتقى الحضارات نعم وأرضه ارض الأنبياء وشعبه شعب الأوصياء.
ومع كل هذا وللأسف الشديد نلحظ ما نلحظه فيه من المآسي والمحن والمعانات والآلام نتيجة أمور عدة منها سيطرة الأقليات والحروب المدمرة وتحطم البنية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية فكابوس الاستبداد يجثم على صدر العراق الجريح ومنذ عشرات السنين والذي ألقى الشعب في دوامات البؤس فكانت بحور الدم والرصاص وتحولت أراضيه الخضراء إلى قبور رمادية تجمع أشلاء المعذبين وتدفن صرخاتهم المظلومة ...لقد تحول قدر العراق إلى رعب وبطش يتلاعب به الطغاة والظالمين والائمة المنحرفين فنشروا الظلام البهيم وصادروا امن الشعب وطمأنينته وحريته وسائر حقوقه .
وقصة هذه المحنة ليست قريبة بل هو تاريخ طويل من الدموع والدماء يسير في انهار العراق لتكتب تاريخا مشردا ومعذبا عن تلك الطوامير العميقة والمرعبة والتي يسكنها أبناء العراق ومنذ عشرات السنين .
فنلحظ القتل والسلب والنهب والتشريد والتطريد وانتهاك الحرمات والمقدسات وسفك الدماء لأبناء الشعب العراقي حتى وصل أبنائه إلى ابعد نقطة من هذا العالم الواسع بحثا عن القليل من الأمن الذي افتقدوه في أوطانهم حتى أصبح لكل عراقي مجموعة أوطان وهمية يتنقل بينها تعلوه الحسرات والآهات وهو يكتوي بنار الغربة المؤلمة الموجعة.
وعند ملاحظة محنة العراق تحلق فوق سمائه المظلمة بغيوم تربد بالعواصف والأعاصير حيث الاستبداد خاصة في الفترة الأخيرة والإرهاب الذي يحيط بغربانه السوداء بصحراء العراق المغبرة والمحرومة حيث التهجير والتشريد والسجن واليتم والجوع والتغريب والتعذيب وانتهاك الأعراض وكما ذكرنا قبل قليل كلها محن تأتي بظلامها على الجباه البائسة هناك وليس أمر من ذلك أن لا يعيش الإنسان حرا في وطنه بل يصبح عبدا لأقلية طاغية تفرض أفكارها ودرعها وجلادها على العراق ....
لاحضوا احبتى إن أبناء العراق ومفكريه وعلمائه أصبحوا بين خيارين خيار الموت والعبودية نتيجة ظغط الطغاة والارهابين وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات وفي مقابله التهجير والتشريد والطرد من البلد وترك الأوطان والذل والهوان .
وكان التركيز على النخب والكفاءات الوطنية نعم هجروهم وشردوهم وطردوهم بوسائل وأساليب شتى فماذا نفعل وماذا نعمل هل نبقى مشردين هل نبقى خارج أراضينا وربوعنا ونتركها للطغاة والمتجبرين لابد من حل لابد لنا أن نخرج من تلك الأزمة وهذا لا يحصل أيها الأحبة إلا من خلال التكاتف لإنقاذ هذا الوطن والخروج به من تلك الأزمة .
أخوتي الأفاضل ...
إن من أساسيات الحل للازمة التي يعاني منها أبناء بلدنا الجريح هو إبراز العناصر الوطنية المخلصة الواعية الهادفة التي تعمل من اجل العراق وبغض النظر عن انتماءاتها وتوجهاتها العرقية والمذهبية وأماكنها الجغرافية نعم يعملون ذلك بعيدا عن المصالح الشخصية والمحاصصة الطائفية ولابد من ابرازهم والتعاون معهم ونصرتهم ومؤازرتهم وتقوية عزيمتهم والكون معهم يدا واحدة من اجل إنقاذ العراق .
وهم معكم وفيكم وبين ظهرانيكم تعرفونهم ويعرفونكم فلا تقصروا بنصرتهم وبشتى الوسائل والطرق المتيسرة وخصوصا في وقتنا هذا ونحن مقبلين على الانتخابات البرلمانية التي يحدد من خلالها مصير العراقيين ولفترة غير قصيرة .
وأذكركم بأنكم رفعتم شعار الإصلاح في الأمة وناديتم من اجل إنقاذها وإبراء ذممكم أمام الله تعالى وقد عملتم وعملتم وعملتم وبذلتم أقصى الجهود من اجل ذلك فنلت رضا الله تعالى ورضا رسوله واله الأطهار وابرئتم ذمتكم أمام الله تعالى فلابد من البقاء على هذا النهج وهذا الخط وهذا المنهج الرباني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من اجل إصلاح الأمة ومع الجميع ومع الجميع ومع الجميع.