ها هنا كانت بغداد حبيبتي
ما بال عيني قد فاضت بما فيها
من الدموع التي غطت مآقيها هذي الدموع على بغداد قد هطلت
ويحاً لامتنا ، زادت مآسيها
تبكي عليها جموع العرب قاطبة
الا القلائل ما هذا يبكيها
لكن عيني ما جفت مدامعها
فالهم يشعلها والغم يبكيها
أخشى عليها العدا فالجيش حاصرها
من كل ناحية ، سُدت نواحيها
تراكمت سحب الدخان صاعدة
والنار تصعد فأحمرت لياليها
لقد بكيت على بغداد وا أسفاً
لما بدا البغي بالنيران يصليها
غريقة وبحور الدمع تغمرها
والحزنُ خيم حتى كاد يخفيها

أسيرةُ وذئاب الغاب تنهشها
فتستغيث ، ولكن من يلبيها
جريحةُ ونزيف الدم منشعبُ
بلا طبيب ولا آس يواسيها
أحدق اليوم في الشاشات منقهراً
أرى الدمار جلياً في مبانيها
فالقصف يشعل نيراناً مدمرة
والنهر يجري حزيناً في ضواحيها
أنهار بغداد لو جفت منابعها
لكاد فيض دموع البؤس يُجريها
صُفر ملامحها ، حُمر مدامعها
سود ملابسها ، بيض مآقيها
كم نسوة في ديار العرب قد صرخت
أين الجيوش ؟ وأين اليوم راعيها ؟
بالأمس قرطبة واليوم وا أسفي
بغداد تُسلب والعربان تُبكيها .