- تعاقدت مع الاتحاد العراقي لتدريب المنتخب لكن سرعان ما غادرت المعسكر ما هي أسباب هذا القرار المفاجئ؟
< لقد عدت إلى العراق من أجل تدريب المنتخب مجددا بعد أن اتفقت مع المسؤولين على تسديد المتأخرات المالية العالقة أثناء الفترة السابقة، تعهدت وزارة الشباب والرياضة العراقية بأداء المستحقات غير المؤداة، لكن ما حصل هو أن الوزارة طلبت من رئيس الاتحاد حسين سعيد ضخ المبالغ المتفق عليها في حساب الوزارة كي تتكلف بالصرف، فعلا استجاب رئيس الاتحاد وهو مقيم في الأردن لمقترح الوزير، قبل أن يتبين أن الوعد تبخر بعد أن سحبت الوزارة المبلغ المالي دون أن تفي بالوعد، لقد قال لي رئيس الاتحاد لا ترحل لأن الوزارة لن ترد المال الذي أخذته.
- إذن هل للمغادرة أسباب مادية فقط؟
< لا أبدا المال ليس هو شغلي الشاغل لو كنت أبحث عن المال لاستجبت لمجموعة من العروض المغرية من أندية ومنتخبات عديدة خاصة في الخليج، لكنني فضلت العراق لما له من مكانة في قلبي ولأنني بدأت مع هذا المنتخب عملا جبارا توجته بكأس آسيا للأمم وكنت عازما على البقاء في بغداد، ثم إنني رجل مسلم من حقي أن أقضي عطلة العيد وأجوائه في المغرب مع زوجتي وابني، علما أن الصدفة شاءت أن تتزامن عودتي مع احتفالي بعيد ميلادي.
- عدت إلى المغرب دون أن تعقد ندوة صحفية تشرح فيها أسباب غضبك؟
< رفضت تنظيم ندوة صحفية في بغداد رغم أن البعض نصحني باللجوء لرجال الإعلام من أجل توريط الوزارة، حزمت حقائبي وعدت من حيث أتيت واكتفى مساعدي رؤوف رحيم بالحديث إلى الصحافة، حيث قال إن فييرا في إجازة بمناسبة عيد الفطر.
- هل كانت عودتك إلى العراق مغامرة؟
< أنا أفتخر بالاستقبال الحاشد الذي خصص لي في بغداد، لقد وقفت على مدى الحب الجارف الذي يكنه لي الشعب العراقي بكل مكوناته، زرت معقل الشيعة في الكاظمية فكانت الزيارة تاريخية توجت بمنحي هدية رائعة عبارة عن مصحف جميل من إمام الشيعة، وزرت السنة في معقلهم في الآدمية فكان الاستقبال رائعا وتسلمت خلال استقبالي من إمامهم مصحفا من الطراز الجيد، كان العراقيون من شيعة وسنة يتدافعون نحوي من أجل تحيتي وكنت محاطا بحزام أمني إنها ذكرى لن تنسى أبدا، بل إن الوزير الأول دعاني لحفل إفطار بحضور جل أعضاء الحكومة العراقية.
- كيف تقبل بالعمل في مناخ أمني يطبعه عدم الاستقرار؟
< الأعمار بيد الله، لكن هناك إجراءات أمنية لابد منها سواء في الحصص التدريبية أو الإقامة والجولان، على سبيل المثال الغرفة التي أقيم فيها بأحد الفنادق توجد في طابق مرتفع عن الأرض وعن يمينها ويسارها رجال أمن متحصنون بجواري، أما على مستوى العقد فإنني أديت «بوليسة» تأمين تخول لأسرتي في حالة مقتلي مبلغا لا يقل عن 25 مليون دولار، إلا أنه لحد الآن الوزارة لم ترسل عقدة التأمين.
- أجريت مجموعة من الحصص التدريبية في بغداد أليس الأمر مغامرة؟
< لا وجود لأي خطر على اللاعبين فملعب الشعب العريق في وضعية جيدة، وهو أفضل حالا من مركب محمد الخامس، بل إنه كان مجرد محطة لتجميع اللاعبين قبل إجراء مباريات استعدادية في دول أخرى كالإمارات وسلطنة عمان والصين، الاتحاد العراقي وفر كل الظروف مشكورا حيث كانت مائدة الإفطار تجهز في نهاية الحصة الرمضانية لأزيد من 65 فردا، والمدرجات تملأ وهو مؤشر على أن الرياضية قادرة على إعادة الحياة الطبيعية لهذا البلد.
- هل فكرت حقيقة في خوض مباراة ودية ضد المنتخب المغربي؟
< نعم أنا من اتصل بأوزال في هذا الشأن وعرضت عليه الفكرة التي وافق عليها شفويا، لكنه لم يمنحني الموافقة النهائية بشكل مكتوب، لأنه في الحقيقة لسنا نحن من يجب أن يحدد التاريخ بل الجامعة المغربية.
- هناك حديث عن مباراة ودية بين منتخب العراق ومنتخب نجوم العالم في إيطاليا؟
< نعم كان من المقرر أن نجري هذه المباراة ذات الطابع الإنساني في ميلانو الإيطالية يوم سادس أكتوبر، وتجمع العراق بمنتخب يضم نجوم الكرة العالمية كرونالدينيو وبوفون وجيرار وريكوبا بتأطير من المدرب البرتغالي مورينيو، تحت شعار «هدف من أجل تحقيق السلم»، لكن المنظمين أجلوا المباراة إلى 22 دجنبر القادم.