جوناثان فيلدز
مراسل بي بي سي للعلوم والتكنولوجيا
تحقيق حلم الطيران السريع قد يحتاج الى سنوات

من المقرر ان تجري في استراليا اليوم تجربة اطلاق محرك نفّاث جديد قادر على الطيران بمعدل سبعة اضعاف سرعة الصوت.
وفي حال نجاح التجربة فانها قد تفتح المجال في المستقبل امام تصميم طائرات فائقة السرعة عابرة للقارات قادرة مثلا على قطع المسافة بين بريطانيا واستراليا في ساعتين.
وسيتم اطلاق المحرك "هاي شوت ـ 3" الذي صنعته شركة بريطانية، على متن صاروخ تملكه جامعة كوينزلاند.
وتقنيا يعتبر تصميم المحرك سهلا جدا، اذ ليس فيه اجزاء متحركة ويحصل على كل الاوكسجين المطلوب لاحراق وقود الهيدروجين من الجو.
وهذه الخاصية تجعل هذه المحركات اكثر كفاءة من محركات الصواريخ التقليدية.
لكن المحركات فائقة السرعة لا تبدأ العمل حتى تبلغ خمسة اضعاف سرعة الصوت، وعند هذه السرعة يُضغط الهواء الذي يمر عبر المحرك ويبلغ درجة الحرارة اللازمة للاشتعال.
ولبلوغ السرعة المطلوبة فان "هاي شوت ـ 3" يثّبت بمقدمة صاروخ تقليدي حتى يصل الى ارتفاع 330 كيلومترا قبل ان يسمح له بالهبوط العمودي للعودة الى الارض.
وعند الهبوط من المتوقع ان تصل سرعة المحرك الى 7.6 اضعاف سرعة الصوت او ما يزيد على 9 آلاف كيلومترا في الساعة.
وقال مدير مشروع "هاي شوت" في جامعة كوينزلاند آلان بول ان التأكد من حصول الرحلة بشكل سليم يعتبر في غاية الصعوبة.
واضاف "نحن نتعامل مع مجموعة شروط بالغة التعقيد، ومن الجائز ألا تتم التجربة على الوجه الصحيح".
ولن يكون امام العلماء سوى ست ثواني لمراقبة أداء المحرك البالغ ثمنه مليون جنيه استرليني قبل ان يتحطم على الارض.
واذا تمت التجربة بشكل سليم، فسيعقبها بعد اربعة ايام تجربة محرك آخر من نفس الطراز صممته شركة يابانية.
وفي حزيران/ يونيو المقبل سيتم اطلاق محرك تبلغ سرعته عشرة اضعاف سرعة الصوت لحساب شركة دفاعية استرالية.
ناسا سيرت اسرع رحلات الطيران
وستؤدي هذه التجارب الى فتح المجال امام استخدام المحركات ذات السرعة الفائقة لاغراض تجارية.
ومن اول الامثلة على ذلك، احتمال استعمال هذا المحرك لاطلاق اقمار صناعية الى الفضاء القريب، ولكن ثمة توقعات بأن يسمح للرحلات التي تقل ركابا بقطع المسافة بين لندن وسيدني خلال ساعتين فقط.
وبرغم ان هذه الرؤية تحتاج الى سنوات طويلة للتحقق إلا انها حصلت على دفعة قوية عندما سيرت وكالة الفضاء الامريكية "ناسا" طائرة فوق المحيط الهادئ عام 2004 بسرعة تبلغ عشرة اضعاف سرعة الصوت وهو رقم قياسي عالمي جديد.
ويعكف فريق من علماء جامعة كوينزلاند على تصميم طائرة يمكن ان تطير بقوة الدفع الذاتي.
وفي حال نجاح الخطة فانها قد تطير فوق الصحراء الاسترالية في غضون سنتين.