الحرية العامة أو الشخصية هي غير مطلقة ولها حدود وعلى المجتمعات والأفراد الالتزام فيها ، حرية الفرد مشروطة باحترام حدود الآخرين والوقوف عندها وعدم تجاوزها ، وإن عدم احترام هذه الحدود يعتبر تجاوزا على الذوق العام أو على الأقل جهلا فيه .
سيارات النقل العام أو (الباصات) التي تقل المواطنين من منطقة إلى أخرى بمختلف أعمارهم وأجناسهم وأذواقهم ، حيث تختلف فيها الثقافات من حيث مستواها او في ودرجة وعي الجالسين ، حيث لا يملك أي فرد مساحة واسعة من الحرية في السلوك والتعامل فهو ملزم باحترام الجالسين معه ،لكن ما نراه اليوم وعلى الأخص من قبل شريحة المراهقين والشباب ، أن هنالك جهلا كبيرا في معرفة حدود حريتهم ، حيث تزدحم الكثير من الكلمات الخادشة للحياء وأساليب ومستويات من المزاح على درجة كبيرة من الجرأة والقبح ، مع وجود النساء داخل السيارة مما يشكل عامل إحراج كبير لهن ولأزواجهن الجالسين معهن .
أما الأغاني والتي تشغل بصوت مرتفع جدا دون مراعاة لأي شيء وبما تحمله من كلمات فيها إيحاء وخدش للحياء مما يشكل عاملا آخر ودافعا آخر من دوافع التنبيه لهذه الظواهر السلبية التي تتسم بالجهل الكبير والتراجع في السلوك الإنساني للمجتمع .
للحد من معانات المرأة جراء هكذا نوع من السلوك فقد اتخذت بعض الدول وسائل للحيلولة دون هذه المعانات ، وهي أيجاد سيارة تكسي صغيرة تقوم على قيادتها امرأة أو هنالك باصات خاصة للنساء وأخرى للرجال ، وبأجور مقبولة ، مما يعمل على أيجاد بيئة ملائمة للمرأة وبعيدا عن هكذا نوع من الإحراجات والمواقف السلبية والسلوك الاجتماعي الذي يتسم بعدم التأثير من قبل المؤسسات التربوية أو الأسرية للحفاظ على الذوق العام ساري المفعول .
ويبقى السؤال الحاضر دائما ، على من تقع مسؤولية تثقيف الشباب على احترام حرية الآخرين ، هل هي مسؤولية المؤسسات التربوية أم الأسر أم ان غياب السلطة الرادعة هو الذي جعل من استفحال هذه الظاهرة امرا عاديا ، وما هي الحلول المناسبة للحد من استهتار البعض في احترام أنفسهم واحترام الآخرين ؟؟
يبقى الجواب مفتوحا أمام من يفكر بعمق في مستقبل هذا المجتمع المظلم والمنعطف الخطير الذي وصله بعض الشباب في السلوكيات ، لا بد من وقفة حقيقية اقلها المساهمة بنصيحة لمن حوله أو أقرانه للوقوف أمام هذه الظواهر المشينة والتي تعطي المجتمع صبغة سيئة من حيث التقدير الحضاري والتطوري .
وطبعاااااااااااا موكل النااااااااااااااااااس مثل بعضهااااااااااااا لو خليت قلبت................