هل أخطأنا؟!!!
سؤال يطرحه الكثيرون من أبناء شعبنا الصابر المبتلى لا كأي شعب في العالم، يطرحون هذا السؤال على أنفسهم وعلى غيرهم، يقول هؤلاء: هل أخطأنا في دخولنا العملية السياسية والانتخاب واختيار الدستور الذي كتبه عقلاء قومنا؟!
نحن سنجيب بشكل مختصر لنضع القاريء أمام جزء من الحقائق لكي لا يطول بنا المقام، وعلينا البدء من البداية؟
لأن السير في العملية السياسية من أوله كان وفق الضوابط العقلية والشرعية التي أقرتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف وبقية المراجع الربانيين - دام ظلهم - كخيار وحيد في المرحلة الحالية لتصحيح مسار الحياة المعوجة للعراقيين منذ مئات السنين، وللوصول إلى اكبر ما يمكن من الحقوق المهدورة للشعب العراقي من قبل الحكومات العميلة السابقة ومن قبل الاحتلال، لكل ذلك ولغيره كان مشروع المرجعية في الانتخابات والدستور. ويسألون هل كانت محقة؟!
سنقول نعم كانت محقة رغم كل ما يحصل، وسيسأل السائل لماذا؟! ونجيب بان وجود عقبات عند سلوك طريق صحيح للوصول إلى هدف نبيل لا يعني خطأ الطريق وهي هنا الانتخابات، فالاحتلال كان وما زال السبب الرئيسي في مشاكلنا وفي ديمومة الإرهاب وانفلات الوضع الأمني كما كان هو من يمد تلك الحكومات العميلة بوسائل القهر لاستعبادنا، وما نتج عنه من ضنك مادي ضغط على ضعيفي الإيمان فتفسخت أخلاق الكثير من عناصر المجتمع وخاصة في الجهاز الحكومي وبالتالي خلق الفساد الإداري واستمر، وأزاء كل ذلك البحر المتلاطم من المشاكل ودهاء السياسة الأمريكية التي تريد القضاء على ما تبقى من العراق، برزت سفينة المرجعية كمنقذ للشعب مما يحصل، لأنها المسددة من السماء والمهتدية بهدي أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، وهكذا كان إصرارها على إلزام المحتل بما ألزم نفسه به، وهو الديمقراطية حيث برزت الانتخابات كأجلى مظهر من مظاهرها، فأصرت عليها وضغطت حتى أجبرت المحتل على القبول بها لينبثق منها مجلس منتخب يكتب الدستورالذي صوتنا عليه ولو طبق لتحققت الكثير من أماني الشعب(كما ذكر سماحة السيد أحمد الصافي في إحدى خطبه).
قارئنا الكريم...إن المحتل لن يستسلم أمام انهزامه أمام المرجعية وسن دستورسحب من تحته البساط وسيهزم نهائيا لو طبق، لذا فعليه أن يجد البديل، وهكذا فعلا استطاع أن يقيد الحكومة في التحرك ضد الإرهاب مثلما سمح له بعبور الحدود سابقا حاليا ولكن بنسبة اقل، وغير ذلك من تقييد التسليح مضافا لها مشاكل التوافقات الحكومية التي أتت على جهد الحكومة في تسريع اتخاذ القرار والسماح للبعض بعرقلة قراراتها وعدم اكتمال نصاب مجلس النواب ليسن القوانين التي يحتاجها المواطن، وأخطاء حكومية هنا وهناك قد كان من الممكن تفاديها لو استمعت لما تقوله المرجعية الرشيدة مباشرة أوعن طريق وكلائها البارزين في خطب الجمعة، لكن كل هذه المشاكل لا تعني باي حال من الأحوال أن نندم على صحيح عملناه، ألا وهو خروجنا لننتخب ولنفشل خطط المحتل، إذ لم يكن لدينا خيار آخر إما أن ندع المحتل يخطط ليضع صداما آخربزي ونفس جديدين، أو أن نحدد من نختارلنأسس لمستقبل زاهر وندفع ضريبة اختيارنا، دما ونقصاً في الخدمات ومشاكل كثيرة، يصطنع أكثرها المحتل وأذنابه ويصنع ما تبقى منها جهل بعض سياسينا بحكمة المرجعية، يفعل المحتل كل ذلك ليسقط في اعيننا من اخترنا وليعينوا شياطيننا على أنفسنا بذر الماد في العيون لكي تمرر مخططاتهم التي يريدونها.
وفي النهاية هل يعني ما قلناه تبرئة لساحة من أخطأ؟! طبعا لا، بل هو شرح لما جرى وتذكير لمن أخطأ بأن يستمع القول فيتبع احسنه، لأن جزء من مأساتنا ترك ذلك، ونكرر من سار خلف المرجعية لن يخسر ابدا، فالمستقبل لنا، لأن الأرض يرثها عباد ا..ّ. الصالحين، وما صنعناه في ملاحم الانتخابات سيسجل في صحائف الخير من أعمالنا طالما كانت نيتنا فيما فعلنا طاعة أولي امرنا، فلا نندم على حق فعلناه إذ لو عاد بنا الزمن فلن نفعل إلا ما يقوله العقل والشرع، ولنتذكر دائما أن في نهاية كل نفق مهما أشتد طوله وظلمته نور هو ذلك المستقبل إن شاء ا..ّ. ولنتذكر قوله تعالى (إن مع العسر يسرا، أن مع العسر يسرا).